الثلاثاء، 25 يونيو 2013

حديث شيق عن بنات الرسول عليه افضل الصلاة والسلام

حديث طيب وشيق عن بنات الرسول صلى الله عليه و سلم
وجزاهــــابما بمـــا صبـــرت واحتماـــــت ؛ وكافحـــــت وجاهــــدت ؛جنـــة وحريـــــرا اميـــــــــن. رضـــــى اللــــــه عــــ، (زينـــــــب)بنــــــــت رسول اللهصلى الله عليه وسلم ثم صلى عليها ؛ وشيعها الى المقر الاخير (الى البقيع) وعاد (ابا العاص)الى سكنه وضم (امامه )الى صدره يقبلها ويستذكر وجه (زينب)الذى غاب عنه. ثم قال صلى الله عليه وسلم للنسوه (اغسلنها ثلاث واجعلن فى الاخره كافورا) وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتاها دامع العينين ؛محزون الفؤاد؛وقد ذكره موتها بفراق امها (خديجه)واختها(رقيه)رضى اللهعنهما فالاحداث تجر الذكريات ..
ـات النبــــــــــــــــــى صلى الله عليه وسلم
ان الحديث عن بنات النبى صلى الله عليه وسلم حديث طيب وشيق فيه عطر النبوه وصفحات السيره الطاهره
ولكل واحده منهن رضى الله عنهم بصمتها ودورها ؛ وكلهن من نطفه المصطفى صلى الله عليه وسلم ورحم الله سيده نساء العالمين (خديجه)رضى اللهعنها .
ثمار شهيه ؛ وازاهير لاتزال الى يومنا هذا والى ان يرث الله الارض ومن عليها يعطر الوجود وينعش القلوب والانفس.
مهما كتب فيهن ومهما كتب عنهن لا يوفى حقهن وتعجز السنتنا عن الثناء عليهن.
يكفينا ان نمضى معهن فى دروب حياتهن ؛ نستلهم منهن العبره ؛ ونستقى من فيض رفعتهن رواء لظمئنا ؛ ونستضيىء بانوارهن فى ليالينا الدامسه الحالكه؛
وانى اتوجه بما اكتب عن (بنـــــات النبـــــــــــــــى)صلى الله عليه وسلم الى فتياتنا الاتى اوردتهن انفتاح الحضارات وموارد الانحراف ؛ والاتى اخشى عليهن من السقوط والخروج عن الطريق المضىء اما مهم وينحدرون الى طرق العذاب يوم الحساب.
ففى حياة بنات النبى صلى الله عليه وسلم كل منهن انوثه بكل متطلباتها ونزعاتها ....؛ وفى حياة كل منهن حب وود ووفاء ؛ وفى حياة كل منهن شوق ولهفه وحنين ؛
وفى حياة كل منهن امومه وبيت زوجيه تغمره السعاده والرضى فى اركانه ؛ وفوق ذلك كله ؛ ايمـــــــــان ؛وصدق يقين ؛ وتقوى ؛ وخشيه من اللهسبحانه وتعالى.
انهن نمازج راقيه وقدوات ساميه لمن كان لها او له قلب ؛
وحيات هذه الزهرات ؛ نستنشق عطرها وننعم بشذاها ؛ سائلين الله تعالى ان يهدينا جميعا الى سراط المستقيم.

( زينــــب الكبــــرى ) رضــى الله عنها
كانت رضى الله عنها بعد اخيها ( القاسم) الذى مات فى الشهور الاولى من عمره والذى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكنى به؛ وكتاب السيره يذكرون ان ولادتها كانت قبل البعثه بعشر سنوات .
فكانت اطلا لتها على بيت النبوه ريحانه تفيض عليه طيبا وبهجه عامره وسعاده ؛ وعهد بها الى المرضعات على عاده اشراف العرب ؛ وبعد ان اخذت نصيبها من الرضاعه ؛ تلقفها البيت الكريم بعطف وحب وحنان شديدين قلب ابيها الكبير وصدر امها الرؤوف الذى يملاه الحنان.
ومنذ طفولتها تدربت ( زينب ) رضى الله عنها على اعمال البيت وخدمته؛ بعيده عن لعب ولهو الاطفال وعبثهم.
فلما نضجت وشبت واكتملت انوثتها تقدم لخطبتها ابن خالتها ( هاله بنت خويلد)( ابو العاص ابن الربيع)
الذى كثير التعلق بخالبته ( خديجه)ام المؤمنين رضى الله عنها كان يزورها ويتردد عليها فكلما جاء زائر يرى (زينب)فيؤخذ بعزوبه حديثها ورقه ملامحها ؛ ولطف طباعها .
ولقد تفتح القلبان قلب ( ابى العاص) وقلب (زينب) وتقدم لخطبتها فا حسن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاءه ثم دخل رسول الله على ( زينب)وقال لها بنيتى ان ابن خالتك ذكر اسمك ( كنايه عن الرغبه فى الزواج )
فسكتت حياء واحمر وجهها ولكن خفات القلب الطاهر واغضاء النظر كانا خير جواب بالايجاب .
وفى بيت الزوجيه اظلت ( زينب ) ( وابا العاص ) فى سعاده فائقه وحب متبادل فهنا من رحيق الود والسكينه اصفى شراب وانقاه.
وكان ا( ابا العاص )كثير السفر فى رحلتى الشتاء والصيف فيغيب اياما وليالى فتعانى ( زينب )رضى الله عنها من الم البعد والفراق ويعانى ( ابا العاص)اكثر منها ؛
وقد فاقه الشوق مره ؛ فانطلق لسانه ينشد.

ذكـــــــــرت (زينب) لما وركت ارما*****فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما

بنــــــــــت الاميـــــــن جزاها اللـــــــه صالحه ****وكل بعل سيثنى بالذى علما

وفلعله قال فى هذا الصدداكثر من ذلك وانما هى نفثات قلب عاشق مشتاق ؛ وانا ت صدر المه البعد.
وحملت (زينب)ثم وضعت ذكرا وسمياه (عليا) ثم حملت ثانيه فوضعت بنتا سمياها( امامه) واكتملت بهما فرحه البيت وحفت باركانه السعاده والهناء فكانا اول حفيدين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذات يوم وكان ابا العاص غائبا عن مكه حدث النبا العظيم اذ اوحى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوه .
وتابعت (زينب اباها) ولما عاد زوجها من رحلته حدثته بما كان اثناء غيابه فقال لزينب والله ما ابوك عندى بمتهم ؛ وليساحب الى من اسلك معلك ياحبيبه فى شعب واحد لكنى اكره لك ان يقال ان زوجك خذل قومه وكفر بالهه ابائه ارضاء لامراته فهل قدرت وعذرت
وقام بينهما حاجزا لكنهما لم ينفصلا .
وعندما اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجره الى الحبشه ؛ كان من اصعب المواقف واشدها الما على زينب وهى تودع اختها رقيه ؛ ولقد دخلت زينب فى جو من الحزن والكابه ؛ وها هى ترى ابيها واختها ام كلثوم وفاطمه واقربائها من بنى هاشم قد قاطعتهم قريش وحاصرتهم ومنعت عنهم التواصل الاجتماعى والطعام والشراب ؛ وكانت زينب تتالم وتحزن وتبكى كثيرا فهى غير قادره على فعل شىء وتصب صبرا لايطيقه الا المؤمن
ثلاث سنوات مرت حتى اذن الله بالفرج وفرحت زينب وذهبت الى بيت ابيها وارتمت باحضان والديها اللذين طال اشتياقها لهما ولكن الفرحه لم تكتمل اذ خرجت الام العظيمه (خديجه) رضى الله عنها من حصار الشعب تعانى من الضعف والمرض ثم لحقت بالرفيق الاعلى ؛ واشتد الحزن بقلب زينب ودخلت فى محنه جديده وشديده اذ مرض ولدها (على) ثم وافته المنيه فكاد قلبها يتقطع وتذهب نفسها حسرات عليه وعندما هاجر الرسول صلى الله عليهوسلم واصحابه الى المدينه بقيت زينب فى مكه وفاء لزوجها (ابا العاص)
وفى موقعه بدر اسر زوجها وبلغ زينب الخبر وحزنت حزنا شديدا ولكن الحزن الاكبر كان لوفاة اختها رقيه زوجه عثمان بن عفان رضى الله عنهما . يالها من احداث تتوالى على قلب زينب الرقيق .
وحين طولب الاسرى بالفداء استخرجت زينب من صندوق ثيابها وحليها قلاده كانت لامها اهدتها اليها يوم عرسها وقدمتها فديه لزوجها . ولم يكد رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى تلك القلاده حتى رق قلبه لها رقه شديده وخفق القلب الكبير للذكرى العظيمه . فاطرق الحاضرون من الصحابه خاشعه ابصارهم وبعد صمت طويل قال صلى الله عليه وسلم ان رايتم ان تطلقوا لها اسيرها وتردوا لها مالها فافعلوا)فقالوا جميعا نعم يارسول الله عليه الصلاه والسلام
ثم استدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين الاسرى ( ابا العاص)واوصاه ان يرسل (زينب )لان الاسلام قد فرق بينهما واخذ عليه العهدفى ذلك.
وعاد (ابا العاص) حرا طليقا الى مكه فاستقبلته (زينب)فرحه مرحبه ولكنه كان يبدوا عليه الحزن ؛ استراح قليلا ثم قال ؛ جئتك يا (زينب) مودعا؛
واخبرها بما عاهد عليه اباها من ردها اليه ؛وكانت تلك اللحظه لحظه اسى وحزن ؛ ولم تتخير (زينب) المئمنه الصادقه ؛ ولم تتردد فالحسم فى الفراق من عند الله تعالى وليس من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بسبب من اسباب الدنيا فالامر دينيا وليس دنيويا .
وخرجت(زينب) من مكه وودعت زوجها (ابا العاص)وداعا مؤثرا ؛ اذ اغرقت عيونهما الدموع ؛ وقال لها (ابا العاص)مهما حدث يا (زينب)فسابقى على حبك ما حييت وفيا ؛ وسيبقى طيفك ملىء هذه الدار التى شهدت احلى واطيب ايام حياتنا.
وامسكت (زينب ) ابنتها (امامه)وانصرفت.
ولكن قريش تصدت لها ومنعتها واجبرتها على العوده الى مكه وروعت رضى الله عنها لما لاقت ؛ وكانت حاملا فنزفت دما كثيرا واجهضت ؛
فستقبلها (ابا العاص)فى بيتها وحماها حتى استعاده عافيتها وغفلت عنها قريش فاخرجها بصحبه اخيه(كنانه بن الربيع) وفى ضاحيه من ضواحى مكه ادركهما بعض رجال قريش يريدون اعادتها الى مكه كما فعلوا من قبل وكان فيهم رجل يسمى (هبار بن الاسود)لوح بسيفه فى وجهها ؛ فوقعت من فوق ناقتها على صخره والمها ذلك الما شديدا .
وتوعدهم (كنانه)بالقتال وكانو يعلمون ماعليه (كنانه)من سداد رمى وصلابه راى فتراجعوا فاعادها الى ركوبها ومضلى بها الى المدينه حتى ابلغها مامنها هى وطفلتها).
وعاد كنانه وهو ينشد...
عجبـــــت لهبار واوبـــاش قومـــه****يريــــدون اخفــــارى ببنـــــت محمــــد

ولســــتابالــــى ما حييـــــت عديــــدهـــم***وما استجمعـــــت قبضــــاى يـــدى بمهنـــــدى


اما ابا العاص خرج الى الشام فى عير لقريش وبلغ ذلك رسول 
الله صلى الله عليهوسلم ( ان تلك العيرقد اقبلت راجعه فارسل ساريه قوامها مئه وسبعون من امسلمين مهاجرين وانصار بقاده (زيد بن حارثه)رضى الله عنه لاعتراضها فالتقوها بناحيه العيص فاستولوا عليها وكان ذلك فى سنه ست من الهجره ثم عادو الى المدينه ومعهم الاسرى ؛ اما ابا العاص ففر هربا وادركه الليل فقصد المدينه متسللا الى حيث تقيم (زينب)وقرع بابها فاستقبلته بلهفه ؛ وعرفت اخباره فاجارته ولم يعلم احد حتى رسول اللهصلى الله عليه وسلم.
ولما كان الصبح وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باصحابه قامت (زينب) وهى فى صفوف النساء ونادت باعلى صوتها قائله انى قد اجرت (اب العاص)وفوجىء رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمع والتفت الى اصحابه وقال ايها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟
قالو نعم ؛فقال صلى الله عليه وسلم.
( فوالذى نفسى بيده ما علمت بشىء مما كان حتى سمعت الذى سمعتم )
واضاف (المؤمنون يد على من سواهم ؛يجير عليهم ادناهم ؛وقد اجرنا من اجارت)
وانصرف رسول الله صلىالله عليه وسلم الى داره فاتته (زينب)رضى الله عنها وسالته ان يرد على (ابا العاص)ما اخذ منه ؛ فاقر بذلك.
ثم امرها صلى الله عليه وسلم ان لاتدع (ابا العاص)يقربها فانك لاتحلين له مادام مشرك فاطاعت اما (ابا العاص)فقد شعر بالامان يغمره فى المدينه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجاره ورد عليه ماه وراى فى الاسلام على ارض الواقع من سماحه وصدق ؛ فادرك ما هو عليه من جاهليه عمياء قد اضلته عن طريق الحق والصواب زمنا طويلا؛
وادرك ان حب (زينب)مازال اصيلا متمكنا من فؤاديهما فمال قلبه الى الاسلام والدخول فى حوزه الدين العظيم ولكن اضمر فى نفسه امرا وهو ان لايكون اشهار اسلامه منعوتا بالضغط والتاثير عليه حتى لايقال انه قد اسلم رغبه فى الحياه مع (زينب)او خوفا من من الاذى فصمم ان يكون هذا الاشهار والاعلان فى مكه وعلى رؤس الاشهاد وعلى ملاء من الناس؛
وايضا كان هناك امر اخر وهو يتعلق بمرؤته وامانته وهو مال الناس الذين ائتمنوه على اموالهم فى تجارته عند ئذن استاذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى العوده الى مكه فاذن له فلما بلغها وقبل ان يشهر اسلامه ادى الى كل ذى حق حقه ثم وقف عند الكعبه الشريفه ) واعلن اسلامه فى عزه فبهتوا ولم يستطيعوا ان يفعلو ا شيئا ثم رجعا الى المدينه مرتاح النفس مطمئن الضمير شامخ الراس وعد من المهاجرين ورد عليه رسول الله صلى الله عليهوسلم (زينب)فاجتمع الشمل واكتمل العقد وخيم على الدار ما كان من قبل حبا وسرورا .
ومضى عليهما عام واحد فى المدينه يعبان بالسعاده والفرحه ثم كان الفراق الابدى الذى لالقاء بعده الا فى الدار الاخره؛لقد تفاعلت احداث ايام فى جسم (زينب)رضى الله عنها وعاودها النزيف الذى اصابها من قبل واشتد علها ثم اسلمت الروح ؛ فبكاها (ابا العاص)بكاء حارا وتشبث بها حتى ابكى من كان حوله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق